أخطاء مدرسية ترتكب بحق أبنائك كل يوم..
طريقة التدريس في مدارسنا ينظر لها الآلكثير أنها طريقة التعليم الصحيحة أو أنها ضرر لابد منه، تحمل في طياتها أخطاء خفية جمة، أخطاء أثبت العلم الحديث ضررها على أطفالنا وإعاقتها للتعليم الفعال ونمو الفكر والعقل، هي أخطاء متوارية ولا تلفت الأنظار ولكنها مدمجة بشدة في كيان المدرسة.
هذه الأخطاء تشترك فيها غالبية المدارس إن لم تكن كلها، و تحتاج إلى أبوين واعيين لها، ليتمكنوا من التعامل مع تلك المشاكل بشكل علمي سليم.
لا للنقاش
بينما يقوم دور المدرس في المعتاد على الشرح والتبسيط وبالتالي «تسكيت» الطلاب ليتمكن من «إيصال» المعلومة لهم، إلا أن الدراسات والأبحاث تشير إلى أن هذه ممارسة تعليمية غير جيدة. بحسبة بسيطة، يمكننا تقدير وقت المناقشة المسموح به للطالب في خلال الحصة المدرسة: الحصة 45 دقيقة، والفصل به حوالي 20 طالبًا في المدارس الغالية و 30 إلى 40 في المدارس العادية.
فإذا أضفنا لذلك الوقت الذي «يسرد» فيه المدرس المادة التعليمية سنجد أنه لابد من إلزام الطلبة بالصمت التام أغلب وقت الحصة. هذا الصمت الإجباري ليس نابعًا من رغبة المدرس في التسلط ولكنه ناتج من الصورة التقليدية للعملية التعليمية، والتي يكون دور المعلم فيها ممثلًا في “مصدر المعرفة” للطلبة.
هذه الصورة التي استبدلتها نتائج الأبحاث التعليمية بالصورة الأفضل للمعلم وهي أنه ميسِّر لعملية التعلم ومدير لها ومشجع على الحوار البناء بين الطلبة في سبيل تنمية تفكيرهم الناقد والتدرج بهم للوصول إلى النتائج بدلًا من منحهم إياها مباشرة.
لا للحركة
لا يقتصر الأمر على حاجة الطلبة لحصة تدريبات رياضية يومية من أجل نموهم العقلي والجسماني والعلمي، فهناك أيضًا جانب أكثر أهمية متعلق بعملية الشرح داخل الفصل. إن الصورة التقليدية للطالب الجالس منتصبًا ويداه أمامه بلا حراك ليستمع لشرح المدرس هي صورة مغلوطة ومخالفة لطبيعة البشر وخاصة الأطفال.
ففي عدة تجارب ميدانية وإحصاءات وجد الكثير من خبراء التعليم أن إضافة الأنشطة الحركية إلى عملية الشرح داخل الفصل تجعل التعلم أكثر جاذبية للطلاب وتزيد من تركيزهم ومشاركتهم الفعالة، كما أنها تزيد من تحصيلهم العلمي وحفظهم للمعلومات التي تم ربطها بالحركة.
المدرس مركز الحصة
في مدارسنا يكون المدرس هو محور الحصة المدرسية، فهو يقف كما لو كان على منبر بينما الطلبة مجبرون على الجلوس والإنصات جيدا، وفي هذه الصورة التقليدية يكون المدرس هو مصدر المعلومة، وهو محط الأنظار، وهو المتحكم الوحيد في سير العملية التعليمية. هذه الصورة تجعل التعلم عملية سلبية عند الطلبة، فكل ما هو مطلوب منه هو أن يجلس مستمعًا وعلى أحسن الأحوال منتبهًا لما يقال.
إن الأبحاث الحديثة تنادي دائمًا بنقل المحورية من المدرس إلى الطالب، بالسماح له ليس فقط بالمشاركة والنقد والنقاش، ولكن أيضًا المشاركة الفعلية في إدارة الحصة وطرق الشرح وانتقاء المادة العلمية والواجبات والمسائل وحتى طرق التقييم.