أيها الأب.. حذاري.. سلوكك هو الذي يحدد مستقبل أبناك..
يتأثر الأطفال بسلوك الآباء بشكل مباشر، حيث يعدان المصدر الرئيسي الذي يبدأ الأبناء بالتعلم منه كل شيء، فيقلدون و يرثون و يتعلمون منهما كل ما يقومان به من سلوكيات وتصرفات وأفعال بل والأخلاق أيضاً.
تشير أبحاث في مجال التربية الحديثة، إلى أن الطفل يكتسب العديد من العادات والسلوكيات بما يشكل شخصيته المستقبلية من والديه وبالأخص الأب من دون أن يدرك ذلك، حيث أن التصرفات والسلوكيات التي يمارسها الآباء أمام أبنائهم غير مدركين لتأثيرها، تشكل مضمون الطفل وترسم ملامح سلوكياته وعاداته وتصرفاته المستقبلية.
بحسب دراسة فرنسية أجراها باحثون في جامعة السوربون، وجدت أن أكثر من 71 بالمئة من الأبناء الذكور يتشابهون في السلوكيات والعادات المكتسبة مع آبائهم، في حين تتراجع تلك النسبة إلى 40 بالمئة بالنسبة للأبناء الإناث.
ويشير د. محمود عبداللطيف، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة حلوان، إلى أن الأب هو المعلم الرئيسي للطفل، فبحسب سيكولوجية الابن الذكر فإنه يكتسب من والده كل شيء تقريباً، ويقلّده في جميع أفعاله وعاداته سواء كانت سيئة أو جيدة، مؤكداً على ضرورة أن يحرص الآباء على سلوكياتهم وتصرفاتهم أمام الأطفال، وإن كانوا يمارسون بعض العادات السيئة فلا يكن ذلك أمام الأبناء أو داخل المنزل، موضحا أن المشكلة تكمن في العادات، والتي تُعتبر جزأً لا يتجزأ من الشخصية، وبالتالي يمارسها الوالدان دون شعور أو انتباه لخطورتها وتأثيرها على الأطفال، وهو ما يحتاج إلى الإقلاع بالكامل عن العادات السيئة، كالتدخين وشرب الخمور، والغضب المبالغ فيه والتشاؤم والخوف والقلق الزائد، مشيراً إلى أن تعرّي الوالدين أمام الأبناء سلوك سيئ وغير صحي، كونه يعلّم الأطفال عدم احترام خصوصيته وخصوصية الآخرين، ويؤدي إلى أن يعتاد الطفل على فكرة التعرّي أمام الآخرين من دون أيّ خجل، ومن ثم من الأفضل ألا يرى الطفل أحد أفراد أسرته من دون ملابس مع بلوغه سن الأربع سنوات، لأنه خلال هذه المرحلة العمرية يبدأ الإدراك ويلاحظ الفرق بين العري والاحتشام، وذلك حتى نحمي الأبناء من تلك العادات السيئة والمضرة.