إستغلي شجار أبنائك.. و إجعليه فرصة للتعلم..
إن مشهد الشجار قد يتكرر في كل منزل يحتوي على طفلين أو أكثر، وهو طبيعي وشائع فهؤلاء الأطفال يقضون الكثير من الوقت سويا مما يؤدي إلى وجود لحظات إنفعال، و لكن هل الشجار دائما ذو أضرار ويجب على الأبوين التدخل في حله؟ الخبراء يؤكدون أن هذا غير صحيح ، فالأبحاث الحالية تشير إلى أن التنافس بين الأخوة هو علامة على وجود أسرة صحية، بينما البيوت المفككة كثيرا ما تفتقر للتنافس بين الإخوة، لأن الأطفال يميلون إلى التكاتف معا بحثا عن الأمان.
إذا بتصرفك الحكيم كمربي قد تصنع من الشجار فوائد جمّة، نستعرضها في ما يلي:
مهارات فهم الذات والآخر
إن من أهم ما يقوم به الوالدين مساعدة الأطفال في التعبير عن احتياجاته في أوقات الصفاء والشجار، ففي بعض الأحيان ستجبر على التدخل عند مشاهدتك للموقف يتصاعد، حينها عليك اتباع أسلوب يعطي الطفل مساحة من التعبير عن نفسه وسماع غيره، فكل طفل يقوم باستعراض المشكلة من وجهة نظره وعلى الجميع أن يستمع بدون مقاطعة، قم بسؤال جميع الأطفال أسئلة محددة، مثل: «ماذا حدث بالضبط؟» كرر الأسئلة لجميع الأطفال، فبداية حل المشكلة تكون بفهم احتياجات الطفل لنفسه وللآخرين، وتقبل وجهات النظر المختلفة يأتي بالاستماع إليها، ساعد أطفالك بالوصول لهذه المهارات بتجنب المقارنة بينهم مطلقا لأنها تعزز الغيرة والتشاحن وتمنعهم من تفهم بعضهم البعض.
مهارات تحديد الأولويات
ساعد كل طرف أن يستعرض الحلول من وجهة نظره وأظهر التفهم لجميع وجهات النظر، تأكد من سؤال كل طفل عن رأيه بوضوح فهذه المناقشة ستجعلهم يفكرون بعقلانية أكثر ويتعلمون الحكم على الأمور بطريقة أفضل: «ما رأيك يا أحمد؟ كيف نستطيع أن نحل هذه المشكلة؟» سيخبرك كل طفل بالتأكيد بما يظنه الحل الصحيح، فكما أن الأطفال يتعرفون من خلال المناوشات على إمكاناتهم ونقاط الضعف والقوة عندهم.
مهارات التفاوض
ساعد أطفالك باستعراض جميع الحلول المطروحة للمشكلة من جميع الأطراف، ناقش جميع الحلول وأخبرهم أن عليهم أن يختاروا واحدا من الحلول بالاتفاق وبدون انحياز منك، سيبدأ أطفالك بالجدل والتفاوض، أرشدهم بأن عليهم الوصول إلى حل وسط، واترك لهم مساحة من التجربة، وذكرهم بأن لديهم قائمة أخرى من الحلول وأن عليهم إذا فشل هذا الحل أن يجربوا حلا آخر ، راقبهم عن بعد واتركهم ليديروا أمورهم بأنفسهم، وإذا وجدت الشجار يتكرر بين الطفلين فلا يجب أن تسعى إلى فضه من خلال كلمة رادعة فحسب؛ لأن مثل هذه الطريقة لا تُسهم في حل النزاع على الإطلاق ولكنها تؤجله فقط.