العقاب بالحرمان له معايير وأصول

أسلوب العقاب بحرمان الطفل من شيء يحبه بات نهجا يتبعه كثير من الأهالي من أبنائهم في طريقة لتربيتهم أو عقابهم معتقدين أن هذا الأسلوب من شأنه أن يؤثر في الأبناء ويسهم في تقويم سلوكهم.
ويذهب الاختصاصي الأسري أحمد عبدالله، الى أن هذه الأساليب تنجح أو تفشل بناء على العديد من المعايير المهمة، كأن تكون عملية الحرمان تستخدم على أنها عملية “اعتباطية مزاجية” من قبل الأهل أو تكون “استراتيجية متفق عليها قبل حدوث السلوك الخاطئ”؛ حيث يعلم الأبناء أن السلوك الفلاني يستدعي الحرمان مما تم ذكره.
الى جانب الأمر الآخر وهو المرحلة العمرية؛ فمرحلة الطفولة من عمر 6 الى 12 عاما قد تجدي فيها هذه الأساليب معهم نفعا، ولكن الأكبر من هذه السن قد لا تجدي معهم على الإطلاق، لهذا فإن العقوبة تنجح بمعيارين أساسيين؛ مدى معرفة الأبناء بها ومدى مناسبتها للمرحلة العمرية، وفق عبدالله.
ويشير عبدالله الى أن هناك أمرا ثالثا لا يقل أهمية، وهو عن مدى تناسب العقوبة مع السلوك، فما علاقة رفض ذهاب الولد لبيت جده بحرمانه من الهاتف الخلوي مثلاً؟!، وكذلك المدة الزمنية التي تتم فيها العقوبة، فأن يستمر العقاب يوما مثلا أمر يختلف عن مدة العقاب التي تصل لأسبوع.
وفي ذلك، يعتبر الاختصاصي النفسي التربوي د.موسى مطارنة، أن القضية قائمة على تعديل السلوك، فيجب على الأهالي أن لا يسرفوا في تقديم الأشياء لأبنائهم مرة واحدة، كون الطفل لديه مسؤوليات وهناك قيم يجب أن تغرس فيه، ويجب أن تكون هذه الأشياء محفزات له.
الى جانب أن الحرمان كذلك أمر “مرفوض؛ لأنه يولد النكوص والألم”، مبيناً أن الأطفال يجب أن يتعلموا النظام والوقت خصوصاً وأن هناك أجهزة تفصل الطفل عن الواقع وتبعده عن التواصل الاجتماعي، لذلك يجب أن يوضع لها وقت معين محدد في النهار.
ويشير مطارنة الى أنه يجب أن تحترم رغبة الابن لكن مع تنظيمها، خصوصاً وأن أكثر المشاكل تكون على دراسة الأبناء وبالتالي يحدد وقت لكل شيء، وأن يكون هناك تنظيم حيث لا ينعكس سلباً ولا يغير من سلوك حياته.
ويضيف أن سحب الامتيازات اذا كان لتحقيق هدف أو تعديل سلوك يصبح أمرا ايجابيا، لكن بطريقة معينة؛ حيث يتم التفاوض معه كون الطفل بالذات يجب أن يوضح له لماذا يقوم الشخص بهذا التصرف.
ولا يمكن اتباع العنف معه ولا بد من التعامل معه على أنه شريك، كون القرار الواحد والرأي الواحد والحرمان له انعكاسات سلبية على الطفل ويفضل الابتعاد عنها.