حذاري.. هذا ما يجب معرفته حول مشكلة الحمل خارج الرّحم..
الحمل و الإنجاب هي الخطوة الأساسيّة لضمان إستمرار العنصر البشري، تبدأ هذه المرحلة بعملية التلقيح أو تخصيب البويضة بواسطة الحيوانات المنوية و تنتهي بالولادة بعد إستكمال الجنين لجميع مراحل النمو.
عادة يحدث التلقيح أو التخصيب بشكل طبيعي، ثم يتم نقل البويضة المخصبة إلى الرحم وتستقر هناك لمدة تسعة أشهر. لكن لأسباب وعوامل مختلفة يتم النقل بطريقة خاطئة « خارج الرحم « .
رغم أنّ هذا النوع من الحمل يعتبر مشكلة سريريًة تصنّف ضمن حالات الطوارئ الجراحية في طب أمراض النساء ‘ إلاّ أنّ نساء كثيرات يتهاون في التعامل السريع مع مثل هذه الحالات. فهو من أنواع الحمل الأكثر خطورة على صحة النساء ومميتة بشكل فعليً للجنين.
أسباب حدوث الحمل خارج الرحم:
لم يتم تحديد الأسباب الدقيقة لحالات الحمل خارج الرحم. لكن تم إستنتاج بعض العوامل الخطرة و الشائعة من قبل المختصين في هذا المجال. منها الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي ، و التدخين ، و جراحة العقم ، و الإضطرابات المرتبطة بعامل السن و كذلك التشوهات الخلقيّة التي يمكن أن تصيب أنابيب فالوب والتي من شأنها منع هجرة البويضة إضافة إلى أمراض الإتهاب التي تصيب النساء.
تظهر أعراض يسهل التّفطن إليها أثناء الحمل خارج الرحم و التي تساعد على الكشف المبكر عنه خلال الاسابيع الاولى. و منها النزيف الطّويل (فقدان الدم الداكن أو البني) الذي ترافقه آلام حوضيّة متفاوتة الشدة ناتجة عن حدوث توسع غير طبيعي للأنبوب الذي لا يمكن أن يحتمل تطور البويضة.
أهمية الإستشارة الطبيّة:
إذا تأمّلنا في نسبة الخطورة الذي يمكن أن يسببه الحمل خارج الرحم، نزداد يقينا بأنّ الإستشارة الطبيّة السريعة (طبيب (ة) نساء مختص ) أمرا ضروريّا ولا بد منه لتدارك الوضع ، فللأسف يمكن أن يؤدي الجهل بمثل هذه الأعراض إلى حدوث ما هو أسوء كتمزق قناة فالوب مع حدوث نزيف كارثي. نفس الشيء في حالة إنغراس البويضة في أحد المبيضين حيث تشعر المرأة بألم في الحوض الذي يبدأ من أسفل البطن إلى غاية الكتف.
ماهو الحل الأمثل؟
بمجرد اكتشاف هذا انوع من الحمل ، يصبح دخول المرأة إلى المستشفى أو المصحة أمر إستعجالي و ضروري والتدخل الجراحي حل لا مفر منه . في حالات نادرة لا يتم اللجوء إلى العمليّة لكن عموما وفي أغلب الأحيان يتطلب الحمل خارج الرحم علاجًا جراحيًا طارئًا. و يختلف هذا العلاج حسب وضع كل حالة ووفقًا لشدة الضرر الناجم عن هذا الحمل.
ماذا بعد الجراحة، هل هناك تأثير عن الحمل مرة أخرى؟
بعد التدخل الجراحي في حالة الحمل خارج الرحم ، يمكن للمريضة إستئناف النشاط الحياتي الطبيعي (الجنسي ) بصورة طبيعية. إذ ليس لهذا النوع من الجراحة أي تأثير سلبي على خصوبة المرأة ، لكن خطر التكرار يمكن أن يكون عائقا أمام الإنجاب وبالتالي فإن الإستشارة الدوريّة لمختصة (أطباء أمراض النساء ) أمرا ضروريّا لتجنب حدوث أي مضاعفات أو آثار جانبية خلال فترة الحمل لمرة ثانية.