حسب خبراء علم النفس التربوي : كيف ترسمون مستقبل أبنائكم العملي؟
دائما ما يكون مستقبل الطفل العملي هاجسا كبيرا لجميع الآباء، و يسعون دائما لتوفير كل حاجيات الطفل في جميع المجالات لضمان مستقبل زاهر للطفل خاصة في الجانب العملي.
لكن في الكثير من الأحيان يتغافل الآباء على بعض الإشارات والعلامات الهامة القادرة على تحديد مستوى نمو الطفل ومدى تطوره العقلي حتى بلوغه سن الرشد، و التي يمكن ان تكون المحدد الرئيسي لمستقبل الطفل. و أهمها نسبة ذكاء الطفل و نوع الشخصية التي يكتسبها من خلال العملية التربوية.

الذكاء مؤشر لنجاح طفلك العلمي في المستقبل
هناك بعض العلامات الفارقة التي تؤشر إلى نجاح الطفل العلمي في المستقبل القريب والتي تدل أنه متقدم على غيره من جيله بالذكاء والتطور العقلي الذي لطالما سيلعب دورا كبيرا في تطوير إمكانياته العلمية والدراسية وميله الدائم إلى النجاح.
1. وجود شخص بالغ ومجموعة من الكتب والألعاب التعليمية في المنزل: أشار باحثون من جامعة نيويورك بعد زيارتهم لأكثر من ألفي عائلة أن تواجد الطفل الذي لا يتعدى 14 شهرا في بيئة محاطة بالبالغين الذي يعتنون به يجعل الطفل أكثر ذكاء، بالإضافة إلى وجود الكتب والقصص والألعاب التعليمية في المنزل والتي تعد بمتناول الطفل كل يوم.
2. الفضول الكبير للطفل وحب الاطلاع: وجد الباحثون أن الميل للرياضيات وحب الاطلاع والاهتمام بالأدب مرتبط بالفضول والثقة.
3. مدح الطفل على جهوده وتشجيعه يزيد من ذكاءه: كشفت مجموعة من العلماء الأمريكيين عن دراسة تبين تأثير الكلمات من الأهل على أداء الطفل. فاللحظة التي يخبر فيها الوالد الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات ، “رائع! لقد فعلتها!”، إنها مطلوبة للثناء على الطفل الذي سيشعر بأنه قام بإنجاز ما والثناء مطلوب لتطور الطفل العقلي.
4. الطفل القادر على التواصل الاجتماعي مع الآخرين: في دراسة أخرى ، ربط علماء النفس احتمال التخرج من الكلية بنجاح وقدرة الطفل على العيش والتواصل مع الأخرين بطريقة مسالمة وإيجاد طرق وسبل دبلوماسية لحل الخلافات دون التطرق إلى العنف.
5. الطفل يحاول الكتابة والقراءة قبل دخول المدرسة: أشارت دراسة علمية من جامعة نورث وسترن أن التعرف المبكر للطفل بالحروف والأرقام مرتبط بطريقة معينة بتطور ذكاء الطفل، خصوصا الذي لم يبلغ السنوات الأربع من عمره.
6. إيمان الأهل بقدرات طفلهم المستمرة: اتضح أن توقعات الأم العالية فيما يتعلق بتعليم طفلها شيء لا يمكن تجاهله، ويأخذه الباحثون بعين الاعتبار. وكشفت دراسة أن الطريقة التي يتحدث بها أحد الوالدين إلى الطفل تؤثر بشكل مباشر على تطوير عقله وذكاءه.
الشخصية القيادية: كيف تساهم الأسرة في صناعتها؟
ومن بين تلك التعريفات التي يمكنها أن تقرب لذهنك مفهوم القيادة ما قاله «جيمس هانتر – James C. Hunter» إنها:
مهارة التأثير في الناس، للعمل بحماس، لتحقيق أهداف محددة تصب في المصلحة العامة المشتركة، من خلال شخصية أخلاقية قويمة جديرة بالثقة.
المهارات القيادية يمكن أن تأتي بشكل طبيعي ويمكن للأطفال تعلمها من خلال الأشخاص المؤثرين في حياتهم كالأم والأب والمعلم ومقدم الرعاية.
الشخصية القيادية يتم تحديدها من خلال سرعة البديهة، وحب المبادرة، ومساعدة الآخرين، والقدرة على اتخاذ القرار، والقدرة على إدارة الضغوط والأزمات والتصرف، واتخاذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة، فكلها مهارات قيادية تدل على أن هذا الشخص مؤهَّل لكي يصير قائدًا بالفطرة،
إذا كان الطفل لا يمتلك أيَّ مواهب قيادية فطرية، يمكننا تنميته وإكسابه تلك المهارة من خلال تعليمه تحمل المسؤولية، فاليوم في المنزل مهامُّ بسيطة تناسب عمر الطفل أو الطفلة تربي عنده شعور حب الإنجاز، وخاصة إذا أنجز المهمة وأعطيناه تعبيرات إيجابية أو تحفيزية، فإن هذا يولّد لديه ثقة بالنفس، فتحمُّل المسؤولية هي بداية تكوين الشخصية القيادية عند الطفل.
يُصنع القائد في ثلاثة أماكن أساسية: تبدأ في المنزل وفي الأسرة؛ فالأسرة هي أول مَن يبدأ تكوين الشخصية القيادية التي نبحث عنها، ثم بعد ذلك يأتي دَور المدرسة، ثم المجتمع والبيئة، فالبيئة أيضًا لها عَلاقة بصناعة القائد وتركيبة الشخصية القيادية.
:كي يصبح الطفل مؤهلاً للقيام بدور القائد في المستقبل على الأسرة الاهتمام بما يلي
- :منح الطفل فرصة للتعبير عن نفسه..
كثيراً ما تخطئ الأسرة حين تقمع أشكال التعبير التي يقوم بها الطفل ، وتحويله إلى كائن متلقي فقط سواء لأجهزة الإعلام وما تبثه أو تعليمات الوالدين ، دون إتاحة أدنى فرصة له للتحدث أو اللعب للتعبير عن أفكاره واحتياجاته ..
ولكي يتحقق ذلك يجب على الأسرة القيام ببعض الإجراءات منها:
إشراك الطفل في جلسات أسرية للتحدث معه حول ما يشغله وتبسيط بعض المعلومات له بحيث يمكنه فهمها.
فهذه اللقاءات بالإضافة إلى تأثيرها النفسي على إحساس الطفل بالأمان في حالة وجوده مع أفراد أسرته، فإنها أيضاً تنمى قدرته على التفكير .
تقبل أسئلة الطفل و تقديم إجابات شافية تحترم قدراته الفكرية و تشجيعه علي طرح أي سؤال.
وضع الطفل في موقف » الراوي » أو « المتحدث » بحيث يلقى هو على الأسرة فكرة ما أو موضوع ما، حتى لو كانت كلماته قليلة ، فهذا أيضاً يشعره بالثقة و يمنحه القدرة على التحدث أمام الآخرين ..
- :السعي لاكتشاف ميول الطفل ومواهبه
لكل طفل بعض المواهب أو الاستعداد لموهبة أو قدرة ما ، حتى إذا ما أتيحت له فرصة للتدريب عليها أصبحت مهارة .فالميولات عند الطفل هي إستعدادات يجب صقلها و الإهتمام بها فهي تشعر الطفل بالتميز و تدفعه للتقدم
- دفع الطفل وتوجيهه للاعتماد على النفس:
اعتماد الطفل على نفسه بصورة تدريجية يمكنه من استثارة كافة إمكاناته ، باعتبار أن الحاجة أم الاختراع .وإذا ما شعر الطفل أن عليه مسؤولية فسوف يستنفر كل طاقته لتأديتها
- تدريب الطفل منذ الصغر على وضع هدف والتخطيط لتحقيقه .
التخطيط يدرب الطفل على التوقع ، وعلى شحذ إمكاناته كذلك إدارة الوقت بحيث يمكنه من الاستفادة منه على نحو مناسب.. فنبدأ بتدريبه على وضع هدف بسيط ، ثم نعلمه أن يحدد الإجراءات العملية لتحقيق هذا الهدف في ترتيب حدوثها ، وكذلك تحديد الوقت المتطلب لتحقيق كل إجراءات بحيث يصبح ذلك نظام للحياة يتبعه في كل هدف يسعى لتحقيقه مهما بدا بسيطاً ..
- الاهتمام بتكوين الجانب القيمي والأخلاقي لدى الطفل
الطفل يتعلم منا دون أن ندرى ، بالمحاكاة ، والقدوة، وعلى هذا فلا يمكن أن نضع خطوات محددة لتعليمه الصدق ونحن لانفعل، ولا يمكننا أن نصطنع مواقف لتعليمه الأمانة وهو يرانا لا نحافظ عليها.. ولهذا فإن تنمية الجانب الأخلاقي والقيمي.. يحتاج أن يعيش الطفل في بيئة تذكى هذه القيم وتعمل بها وترتكز عليها..
كانت هذه هي بعض الأفكار التي يمكنها أن تساعدك في تربية طفلك وإعداده ليصبح شخصية قيادية، يملك زمام أمره، ويستطيع أن يقود سفينته في الحياة أولاً إلى بر النجاة قبل أن يقود غيره. بالتأكيد هناك العديد من الأفكار الأخرى التي يمكنك البحث عنها وتعلمها لتطبيقها مع طفلك، وتذكر دائمًا أن إشباع الطفل بحاجاته الأساسية التي تتطلبها كل مرحلة يمر بها كفيلة بأن تصنع منه شخصا ناجحا مستقبلا