رسالة أب.. طفلتي.. معلمتي!

تبلبلَ فكري، وضاق صدري من كروب زارتني، وخطوب واتتني – وهذا حال الدنيا – والحمد لله رب العالمين.
نمتُ وابنتي ذات الثلاثة الأعوام بجواري نائمة، لا تدري عن حزني وألمي! لا تعلم بهمِّي وغمِّي!
لا تدرك – حفظها الله، وحفظ الله بنيكم – أن كل ما أصابَني، هو بسببها وأخيها!
فبينما أنا نائم، بعد مصارعة ومعاركة مع الوسن، إذ سمعت صوتًا هو صوتها، يقول: “الحمد لله رب العالمين” بحروف متكسِّرة، ولسان ألثغ!
سمعت هذا وأنا أغطُّ في نومي، ولا أعلم من حولي، لكني استيقظت متعجبًا!
كيف نطقت، ولمَ نطقت؟!
لا أدري، إن كانت شربت حليبًا، فحمدت الله بعد ذلك؟
أم أن الحمد، كان منها إنشاءً، مرسلًا إليَّ على لسانها الصغير؟!
أيًّا كان، فقد أيقظني، وحرَّك ساكني، وحمدت الله – أنا أيضًا – معها.
ثم إنها استيقظت بعد قليل، فقلت لها: قولي: “الحمد لله رب العالمين”.
فقالتها، بذلك الصوت المتلعثم، المفعَم بالرضا واليقين، وحسن الظن بالله رب العالمين.
وعلمت أن هذه رسالة تعليم، من ربي الرحيم، على لسان ابنتي الصغيرة، التي لا تُحسن التكليم!
ولكنها علَّمتني ونبَّهتني وذكَّرتني، أنه مهما كانت الخطوب، وكيفما اشتدت الكروب، فوراءها مدبِّر حكيم، ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، فاحمد الله، و(سلِّم، لما لا تعلم).
احمد الله، في كل أحوالك، وسيأتيك الفرج، من حواليك، ولو في الحوالك!
تذكرتُ حينها، آيات التفريج، مثل:
• ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6].
• ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1].
• ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾ [مريم: 64].
• ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2].
• ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7].
بقلم: وليد بن عبده الوصابي