صحة و سعادة طفلك.. تُزرع داخل الرحم..
يؤكد العلم أن حياة الإنسان تتحدد وهو في رحم أمه سواء من ناحية الصحة والمستقبل والطباع أيضا. وهذا الأمر يتعلق بطريقة حياة الأم والأسلوب الذي تتبعه في الغذاء والرياضة وغيرها من الممارسات اليومية التي تنعكس على تطور الجنين وهو في الرحم
حيث أكد العديد من العلماء المتخصصين في علم الأجنة أن فترة الحمل تؤثر على تشكيل ملامح الطفل وحياته وصحته مستقبلا، وهذا يشمل ذكاءه ومزاجه.
وتكتب “آن مو” المراسلة العلمية في صحيفة الديلى تلغراف عن تجربتها الشخصية في اكتشاف هذا الجانب من المعرفة، حيث إنها تعرفت على حقل علمي واسع اسمه “الأصول الجينية”، وهو خاص بدراسة ظروف الأحداث التي تحدد ملامح الشخص بعد ذلك في حياته
لكن تجربة حملها كانت عنصراً حاسماً في فهم هذا النوع. فهي خلال فترة التسعة أشهر لحملها ظلت تستكشف هذا الميدان العلمي مستخدمة ما اكتشفته عبر حملها الخاص. وخلال أشهر الحمل اكتشفت آن مور أن الكثير مما نعرفه عن المرأة الحامل وجنينها خاطئ
فهناك قناعة مسبقة تقول إن التوتر للمرأة الحامل سيئ على الجنين في طور نموه. لكن البحوث الجديدة أظهرت أن درجة معتدلة من التوتر تساعد جهاز الجنين العصبي على التماسك وتسرع في تطوره. كذلك هو الحال مع النساء اللاتي مررّن بقدر معتدل من القلق خلال فترة الحمل، مما أدى إلى تطور في القدرات الحركية والعقلية للطفل بشكل أفضل من غيره عند بلوغه السنتين
كذلك فإنه ليس من الصحيح أن على المرأة الحامل تجنب التمارين الرياضية، فجنينها يستفيد من قيامها بالتمارين إذ أظهر علم الأصول الجنينية أن النساء النشطات جسديا خلال الحمل يكون معدل نبضات قلوب أطفالهم أبطأ وأكثر تغيراً من الأطفال الآخرين، وكلا العرضين يدلان على تمتع الأوعية القلبية بصحة جيدة. بل إن أطفال الأمهات النشطات خلال الحمل يكونون أذكى في سن الرشد لأنهم يمتلكون أدمغة أكبر
تستنتج “آن مور” أن علم الأصول الجنينية يؤكد لنا أن الظروف داخل الرحم تؤثر كثيرا على حياة الفرد لاحقا. وحسبما تم اكتشافه فإن الصحة والقوة والسعادة التي سيلقاها الفرد في حياته تزرع بذورها خلال نموه داخل رحم أمه