لا تبخلوا على اطفالكم بالحب و الحنان لهذه الاسباب..
أظهرت دراسة اجريت في الولايات المتحدة أن حب الأم لابنها له علاقة بتطور الادمغة، في منطقة في الدماغ تدعى الحصين وهي المسئوولة عن الذاكرة والقدرة على التعلم، والقدرة على التعامل مع التوتر.
تنشا الرابطة القوية بين الام وطفلها منذ اللحظات الاولى من الولادة. وما هو مؤكد ان تلك الرابطة تعزز حب الام لابنها او لابنتها، الذي له علاقة في تطور ادمغة الاطفال. اجريت دراسة من خلال الاكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، تؤكد ان الاطفال في سن المدرسة الذين حصلوا على دعم ورعاية اكبر من امهاتهم، كان لديهم الحصين Hippocampus اكبر. والحصين هو المنطقة من الدماغ المرتبطة بالذاكرة، والقدرة على التعلم، والقدرة على التعامل مع التوتر.
وجدت الدراسة ان حب الام لطفلها، له تاثير اقل على هذه المنطقة من الدماغ لدى الاطفال الذين عانوا من حالة الاكتئاب في بداية حياتهم، الحالة التي تؤثرعلى 1٪ من الاطفال في سن الروضة. في دراسة اخرى، فحص باحثون من جامعة واشنطن 92 طفل كجزء من دراسة كبيرة حول اكتئاب الاطفال. حيث تم تشخيص 41 طفلا يعانون من الاكتئاب السريري في مرحلة الروضة، وباقي الاطفال استخدموا كمجموعة ضابطة. عندما كان الاطفال في جيل اربع حتى سبع سنوات، راقب الباحثون تفاعلهم مع والدتهم في حالة مقلقة قليلا، وتركوا الامهات والاطفال في غرفة مع هدية ملفوفة وقيل للاطفال انه يمكنهم فتح الهدية، ولكن يجب عليهم الانتظار حتى تنتهي الام من الختم على بعض الاوراق. خلال ثماني دقائق من المراقبة، فحص الباحثون سلوك الامهات تجاه الاطفال، واذا ما حاولت الامهات تهدئة الاطفال ودعم جهودهم في الصبر والسيطرة على نزواتهم، ام ان الامهات كن اقل تهدئه وربما حتى متجاهلات او يقمن بزجرالاطفال.
بعد ثلاث سنوات – كبر الحصين (Hyppocampus)
عندما وصل الاطفال الى جيل سبعة الى عشرة، فحص الباحثون ادمغتهم بواسطة التصوير الدماغي. واظهر المسح ان الاطفال الذين كانت امهاتهم قبل بضع سنوات اكثر دعما، كان الحصين لديهم اكبر بشكل ملحوظ، في كلا جانبي الدماغ، بما يقرب من 10٪ اكثر مما كانت عليه ادمغة اطفال الامهات الاقل تعاطفا. وكما ذكر، فان الحصين هي منطقة حيوية بالنسبة للتذكر وتحليل الذاكرة وتلعب دورا رئيسيا في توقع كيف ستكون قدرة التعلم لدى الطفل في المدرسة. وتعتبر هذه المنطقة عنصرا رئيسيا في تنظيم التوتر، ولكن في نفس الوقت فانها تكون مهدده عندما يرتفع تركيز هرمونات التوتر في الجسم. وقد اظهرت الدراسات ان تاثير هرمونات التوتر على الحصين يمكن ان يفسر الصلة بين التوتر والاكتئاب، عندما تكون هناك مستويات سامة من هرمونات التوتر فانها تؤدي الى تقلص الحصين، ويمكن ان ينتج الاكتئاب. وخلال عملية الشفاء من حالة التوتر، فان منطقة الحصين تنتج بسرعة اكبرالمزيد من الخلايا الجديدة.
حجم الحصين، كل ذلك بفضل الام
في الدراسة الحالية، العلاقة بين تطور الدماغ ودعم الامهات لدى الاطفال الاصحاء نفسيا وحب الام لابنها ولابنتها، لم تصل الى المعطيات الاحصائية التي وصلت اليها الدراسة التي فحصت الاطفال الذين تم تشخيصهم انهم يعانون من الاكتئاب. لذلك، فان العلاقة لم تثبت بشكل مطلق. ربما ان الامومة الجيدة ليست قوية بما يكفي للتعامل مع تاثيرالاكتئاب على الدماغ. وهناك استنتاج اخرهو ان الامومة الجيدة يمكن ان تساعد في منع الاكتئاب في وقت مبكر او في مرحلة لاحقة من حياة الطفل، وبالمجمل فان الدراسة لم تتمكن من قياس هذه الاثار.
الامهات الداعمات يساهمن في تطور الدماغ – ايضا لدى الفئران !
الدراسة نجحت في اثبات انه في حالة الاطفال الطبيعين لامهات داعمات، هناك علاقة مباشرة للتطور السليم لمنطقة الحصين في الدماغ المسئوول عن الوظائف الادراكية والتنظيم الحسي. والنتائج توفر ادلة على ان هذه الظاهرة التي تحدث لدى الحيوانات هي ايضا صحيحة بالنسبة للبشر: فقد وجد في بحث سابق اجري على الفئران ان دعم الامهات في بداية الحياة والذي يتميز باللعق والاحتكاك مرتبط بحصين اكبر، ذاكرة افضل وقدرة افضل على التعامل مع التوتر. ومع ذلك، فان اهمال الامهات يؤدي لاضرار في الحصين ويسبب لدى الفئران ظاهرة تشبه الاكتئاب لدى البشر، والتي تحدث في القوارض.
وقد ابرزت العديد من الدراسات الاهمية الصحية للبيئة الداعمة والمحبة في السنوات الاولى من حياة الاطفال وحب الام لابنها ولابنتها. ويعتقد الاطباء النفسيون ان هذه الدراسة هي الدراسة الاولى من نوعها التي تظهر تغيير تشريحي في الدماغ، وهذه هي خطوة كبيرة فيما يخص الادبيات الطبية في مجال تطورالمخ لدى الاطفال والتي معظمها يدرس اهمية الابوة والامومة. والنتيجة التي تشيرالى زيادة بنسبة 10٪ بحجم الحصين توفر دليلا قويا على التاثير القوي لدعم الامهات. الاطفال ليسوا وحدهم الفائزين من هذه العلاقة الداعمة. وفي عام 2010، وجدت الدراسة التي نشرت في دورية سلوكيات العلوم العصبية (Behavioral Neuroscience) ان ادمغة النساء تكبر خلال فترة الامومة الجديدة، وخاصة المنطقة المرتبطة بالمتعة والمنطقة المرتبطة بالتفكير، والحكم والتخطيط وهي الامورالتي تنفذها الامهات كثيرا.
webteb