لكل من لديه بنات.. هنيئا لكم اذا فعلتم كما في المقال
“البنات من ألطف الكائنات” هي المقولة التي طالما ترددت على آذاننا منذ الصغر لتعبر عن مدى رفق وحنان البنات، كما يُقال أن تربية البنات أصعب من تربية الأولاد، لكن في الحقيقة تربية البنات هينة وسهلة إذا استطاعت الأم أن تجمع صفات الحنان والحزم والتفاهم معًا، فهذا هو كل ما تحتاجه الابنة من أمها.
إن تربية البنات بالإحسان والإتقان، وعلى منهج الرحمن…، سبيل إلى الرضوان ووقاية من حمم النيران.
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – في بيان الأجر والثواب لمن يربي البنات ويحسن إليهن، عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه)) رواه مسلم برقم(2631).، فأي أجر وثواب أكبر من أن يحشر هذا المربي مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الدخول إلى الجنة بفارق بسيط، هو ما بين الإصبع السبابة والوسطى؟!!.
كل ذلك بسبب الإعالة!!!
والإعالة تكون في الإنفاق والكسوة والإطعام، وفي التعليم والتوجيه، في المقتضيات الضرورية من الرعاية الإنسانية.
ويصور النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – مدة الإعالة، حتى بينونتهن، بالدخول إلى بيت الزوجية، وبهذا تنتقل المسؤولية، أو يموت الرجل عنهن، فتنتقل المسؤولية أيضاً إلى من يلي أمرهن.
فليست المدة، أشهراً أو سنوات، أو زماناً معيناً محدداً، بل هي مطلقة، لا تنتهي وتتوقف إلا بتغير الموقع الاجتماعي، بالزواج، أو بفراق العائل لهن فراقاً أبدياً.
فيرتفع الأجر، ويعظم الثواب، كل ذلك بسبب الإعالة لهن.
ويبين لنا النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – بعد ذلك تفصيل المجمل من السعي والتربية، والمقصود منهما كما في حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة))3.
لقد علَّمنا من قبل المنزلة في الجنة، ونتعلم الآن أبواب وواجبات حسن العشرة، فلا بد من حسن الصحبة لهن، فهن بناته، وله عليهن الطاعة والاحترام، ولكن إنما يتأتى ذلك من خلال الإحسان إليهن، إذ أن رقة الشعور وشدة الحساسية فيهن شديدة لأنهن إناث فعلى الأب والأم اختيار الأسلوب والعبارة والإشارة، المناسبة التي تتفق مع طبيعتهن، والأم أكثر خبرة وأعظم تجربة في بنات جنسها، أضف إلى ذلك رابطة الأمومة وما يتولد عنها من حب وعاطفة.
وحسن الصحبة يكون في مرحلة ما بعد البلوغ، ويقوم على التواد والصراحة، والانفتاح الشعوري والنفسي المتبادل بين الطرفين.
وتقوى الله فيهن، هو المبدأ الثاني في التعامل معهن، إذ هي الميزان الذي يضبط به الأب والأم كفتي الحقوق والواجبات مع البنات، من غير إفراط، ولا تفريط، بل يكون ذلك منضبط بضوابط الشرع الحنيف.
ويكون الإحسان إليهن بالمساواة في الحقوق، وبإعطائهن ما يستحققن من النواحي الإنسانية، في العلم وحرية الاختيار، ويكون بتزويجهن ممن يكافئهن، ويرعاهن خلقاً وديناً، ويحافظ عليهن محافظته على ذاته.
فكان العائل بهذا قد أتم ما عليه من واجبات تجاه البنات، فاستحق الجنة!!!.
ويبين لنا كذلك النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من الإحسان إليهن وثواب ذلك كما في حديث عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: يقول ((من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة حتى ولو كانت واحدة))4
وفق الله تبارك وتعالى الجميع لأداء الحقوق الواجبة عليه، وحسن الرعاية لكل من استرعاه الله عليه