ملاكي الصغير… بدأت تكبر.. مقال في غاية الروعة..
طفلتي الوليدة بدأت تكبر وبدأت عيونها تنفتح، وصارت تلتفت إلى مصدر الصوت، بدأت تشمّ رائحتي وتميّزني عن الآخرين.
هنا بدأت أتساءل كيف يمكنني أن أبني علاقة معها؟ هل ستفهم عليّ إن كلّمتها أو قبّلتها أو حتى لامستها؟؟؟
رحت أجرّب أن أكلمها وأنا أحملها بين يدي فالتفتت إليّ فورا ً وراحت تحدق بعينيّ ، وهذا يعني أنها تتفاعل معي، لست أنا فقط بل كل من يكلّمها ويهتمّ بها ويحملها.
هذا الشيء جعلني أفهم أنه بإمكاني بدء علاقتي الشخصية مع ملاكي الصغير….
ومع مضيّ الأيام وحياتي اليومية معها عرفت وأدركت أن علاقتي معها في هذا العمر تكون بعدّة طرق:
البصر: فالطفل المولود حديثاً يرى من مسافة قريبة فقط ويركّز على صور بسيطة ومتكرّرة لديه، فهل هناك أفضل من وجه مبتسم ينظر إليه بحبّ _ وهذه الخطوة الأولى _ فالابتسامة التي ترتسم على وجهي هي أولى خطواتي في بناء علاقتي مع طفلتي.
السمع: في البداية لا يستطيع الطفل أن يميّز الأصوات جيداً لكن مع دخوله الشهر الثاني يبدأ بتمييز صوت أمه أو مَن يعتني به، ويفرّق بين الصوت الصاخب وبين الهدوء _ وهذه الخطوة الثانية _ أن أتكلّم مع طفلتي التي تبدو لي ولغيري لا تفهم ما أقول، ولكنها تحفظ صوتي وتستجيب لندائي لها ولدمدمة بعض الأغاني الهادئة في أذنها، فكلامي وصوتي المحبّ لها هو ثاني خطواتي في بناء علاقتي معها.
اللمس: نتأثّر جميعنا بقوة اللمس، فكيف حال طفل صغير! فهم حساسون جداً ، إن كان بشرتهم أو ردّة أفعالهم للمسات _ وهذه الخطوة الثالثة _ تكفي طفلتي لمسة صغيرة لتفهم وتعرف أني بجانبها ولن أتركها. وليست هذه اللمسة فقط عندما تبكي أو تنام، بل هي مستيقظة وتبتسم، فأكثر ما يشعر طفلتي بالراحة والأمان هو لمساتي لها.
بهذه الطرق البسيطة واليومية والاعتيادية بدأت ببناء علاقتي الصادقة والمحبة مع طفلتي فهي بدأت تكبر وتبني علاقاتها.
المصدر: ourfamilylife.net