اوجاع أم… يوماً ما …
يوماً ما ….عندما يكبر الأولاد …ستكون الحياة مختلفة…سيكون البيت خالياً من الفوضى , و لن تجد رسومات مضحكة على جدران المنزل , أو كتابات على بخار الماء المتجمّع على زجاج النوافذ, أو رسومات مليئة بالألوان على باب البراد
عندما يكبر الأولاد…..سأجلس لأقرأ كتابي المفضّل دون أن يأتي ابني الصغير لأمسح له أنفه , أو ابنتي الصغيرة لتقفز عليّ و تضمني و تغمرني بالحب….أو أن يضع يده الدبقة على صفحات كتابي
عندما يكبر الأولاد……لن أجد قطعاً من التفاح الفاسد أسفل السرير , أو دودة الربيع في علبة الكبريت , أو أصداف متناثرة على مكتبة غرفة الجلوس
عندما يكبر الأولاد……لن أستمع لصراخهم و هم يتجادلون من سيدخل الحمام أولاً , فأضحك في سرّي من كلماتهم , و لن أستمع لأصواتهم و هم يقلّدون بمرح لكنة صاحب البقالية المجاورة
عندما يكبر الأولاد …..سأمر أمام آلة كرات العلكة دون أن أضطر لأقف أمامها , و سأمشي في السوبر ماركت دون أن أقلق لمروري في قسم الحلويات أو الألعاب
عندما يكبر الأولاد …….لن أضطر لتحضير المعكرونة عبى شكل حيوانات , أو تقشير الفواكه و صفّها على شكل قطار ….لن أصنع قوالب الحلوى على شكل بيت أو سيارة أو فيل
عندما يكبر الأولاد ……لن تكون الملاحظات على دفتر مواعيدي ” موعد مبارة كرة القدم أو موعد مسرحية الأطفال أو موعد رحلة حديقة الحيوان…أو…أو..” .
عندما يكبر الأولاد ….أنا أعلم أن الحياة ستكون مختلفة……فهم سيغادرون العش , و البيت سيصبح فارغاً , و هادئاً , و وحيداً , و أعلم أن ذلك لن يعجبني أبداً ….و لكن عندما يعودون إليّ مع أولادهم ….سأعود لذكرياتي القديمة و أعيشها ثانية
استمتعوا بكل لحظة مع العائلة…..فأحداث اليوم هي ذكريات الغد….